کد مطلب:335773 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:240

الصحبة لیست فضیلة
فإنا نقرأ فی سورة یوسف الصدیق علیه السلام أنه قال: (یا صاحبی السجن أأرباب

متفرقون خیر أم الله الواحد القهار) [1] .

لقد أتفق المفسرون أن صاحبی یوسف الصدیق علیه السلام هما ساقی الملك وطباخه وكانا كافرین ودخلا معه السجن ولبثا خمس سنین فی صحبة النبی یوسف الصدیق علیه السلام ولم یؤمنا بالله حتی أنهما خرجا من السجن كافرین، فهل صحبة هذین الكافرین لنبی الله یوسف علیه السلام تعد منقبة وفضیلة لهما؟! ثانیا: ونقرأ فی سورة الكهف: (قال له صاحبه وهو یحاوره أكفرت بالذی خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا) [2] .

ذكر المفسرون: أن المؤمن - كان اسمه: یهودا - قال لصاحبه - واسمه: براطوس - وكان كافرا، وقد نقل المفسرون - منهم - الفخر الرازی محاورات هذین الصاحبین، ولا مجال لنفیها سؤال: فهل تعد صحبة براطوس لیهودا، فضیلة أو شرفا یقدمه علی أقرانه؟! أو هل تكون دلیلا علی إیمان براطوس، مع تصریح الآیة: (أكفرت بالذی خلقك من تراب)؟!



[ صفحه 90]



فالمصاحبة وحدها لا تدل علی فضیلة وشرف یمیز صاحبها ویقدمه علی الآخرین. وأما استدلالك علی أفضلیة أبی بكر، بالجملة المحكیة عن النبی صلی الله علیه وآله: (إن الله معنا) فلا أجد فیها فضیلة ومیزة لأحد لأن الله تعالی لا یكون مع المؤمنین فحسب، بل یكون مع غیر المؤمنین أیضا لقوله تعالی: (ما یكون من نجوی ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنی من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أین ما كانوا...) [3] .

فبحكم هذه الآیة الكریمة فإن الله عز وجل یكون مع المؤمن والكافر والمنافق. المؤلف: عفوا سماحة السید المقصود (إن الله معنا) أی أن الله مع الذین یعملون لطاعته وعبادته والألطاف والعنایة أی تشملنا هذا هو المراد وإلا فی الحقیقة والواقع الله سبحانه وتعالی مع الجمیع ویعلم ما فی قلوب الجمیع وإلا هذا الاستدلال الذی أتیت به غیر مقنع.


[1] سورة يوسف: الآية 39.

[2] سورة الكهف الآية 2.

[3] سورة المجادلة الآية 7.